كلمة المدير:

لقد
كان من أهم الطموحات العلمية التي حملتنا على التفكير المتواصل والعميق
في ضرورة أن لا تبقى المساحة المتاحة أمامنا محدودة في الالتزامات
البيداغوجية ــ حتى مع جسامة ثقلها ونبل أهدافها ــ غير أن البحث
العلمي و التدرج في سلمه ظل من صميم دوافع حركتنا وعزمنا على رفع
تحدياته وفك خيوطه شديدة التعقيد والتشابك ، انه من المحال أن ترقى
الأمم وقد شدتها حبال الجهل وكبلتها تداعيات التخلف والانحطاط
.
من هذا المنطلق كانت القناعة وكانت البداية ، لكن ما شجعنا والقي في
نفوسنا الثقة المطلقة في إمكانية تجسيد تلك الطموحات العلمية وجعلها
حقيقة ملموسة في ظرف وجيز ، ونقولها دون مواربة ولا مداهنة ولا مجاملة
، ذلك الدعم المتواصل على جميع المستويات من لدن الأستاذ الدكتور مصطفى
بصديق مدير جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف وعلى يديه ظهر مخبر إصلاح
السياسات العربية في ظل تحديات العولمة في كنف كلية الحقوق والعلوم
السياسية التي نكن لكل عمالها وأساتذتها المحترمين وطلبتها الأعزاء كل
التقدير.
إن
مخبر إصلاح السياسات العربية في ظل تحديات العولمة ، جرى التفكير في
موضوعه منذ سنة 2009 ولم يكن وليد الأحداث التي تعرفها المنطقة العربية
وقد أودع ملف إنشائه لدى الوصاية في بداية سنة 2010 وتم اعتماده سنة
2011 وهو مشروع يعنى بعدة قطاعات حيوية وسياسات مفصلية وإصلاحات عميقة
من الممكن أن تؤسس لمشروع عربي متكامل قادر على تقديم الحلول الناجعة
والآراء الموضوعية السديدة للمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والثقافية والأمنية التي تعاني منها الدول العربية ، خاصة في ظل
التحديات الراهنة وأفرزته المتغيرات الدولية التي سعت في جميع
الاتجاهات من أجل تجسيد مشروع العولمة الذي يصب في صالح الدول الكبرى.
أما وسائل العمل التي يستند إليها المخبر في تجسيد أهدافه فتتمحور في
البداية حول استخدام الوسائط الالكترونية وإصدار المنشورات العلمية
وتنظيم الندوات و تأطير الرسائل الجامعية التي تتخذ إشكالياتها البحثية
المرجعية العلمية للمخبر هذا من جهة .
كما يأمل مدير المخبر في ربط علاقات تعاون علمية وشراكات في
المجال البحثي مع أساتذة باحثين ومراكز بحث في الداخل والخارج من أجل
تطوير العمل البحثي المثمر وهي دعوة مفتوحة لهم من جهة أخرى.
في الأخير إن الشكر موصول لنواة العمل في المخبر التي تبذل قصارى
جهدها لإنجاح هذا المشروع الذي هو في بداياته الأولى على طريق خدمة
الحقل المعرفي والمشروع العلمي الوطني خاصة وكذا الرقي بالفكر السياسي
العربي عامة.
د.
محمد غربي
|