الحماية القانونية للمدنيين في الأقاليم المحتلة . دراسة تطبيقية لحالة العراق : مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي العام

في ظل التناقض الذي تعرفه النفس الإنسانية التي تميل بطبيعتها إلى العدوان، مازال ينتج
عن الحروب مآسي تؤثر على البشرية كلها والتي يعتبر المدنيون أكثر الأشخاص تضررا من أثارها
على اعتبار أنهم- رغم عدم مشاركتهم فيها، ولا في عملياتها، ورغم أنهم لا يملكون أية وسيلة تمكنهم
من الدفاع عن أنفسهم- إلا أنهم يتعرضون لأضرارها بشدة دون غيرهم من الفئات. ولعل ما يجري
في العراق ولازال مستمرا منذ سنة 2003 أكبر دليل على واقع المدنيين في الأقاليم المحتلة، رغم ما
قررته قواعد الاحتلال من حماية لهؤلاء الأشخاص وقرنت تلك القواعد بآليات تضمن تنفيذ تلك
الحماية، إلا أن ما تقوم به قوات الاحتلال في العراق صورة حية تجسد الواقع الذي فقدت فيه أدنى
مبادئ المعاملة الإنسانية واحترام الشرف، بل الأخطر من ذلك، أنه أصبحت غاية قوات الاحتلال
خلاله إبادة أكبر عدد ممكن من المدنيين.
من هذه المنطلق يمكننا القول، أن