AR
الرئيسية » المخبر » التعريف بالمخبر

التعريف بالمخبر

يتكون المخبر من مجموعة من الأساتذة الباحثين المتخصصين من شعبتي التاريخ وعلم الآثار بقسم العلوم والإنسانية سيعملون ضمن فضاء المخبر على تغطية النقص الكبير في مجال الدراسات المونوغرافية المحلية وبالخصوص في منطقة حوض الشلف التي تمتد من ناحية المدية شرقا إلى غاية مدينة مستغانم غربا والتي من ضنهت سهل الشلف،وسلسلتي جبال الظهرة في الشمال، وجبال الونشريس جنوبا.
هذا من ناحية الفضاء الجغرافي أمّا من الناحية الزمنية فإن المخبر مفتوح على كل الفترات الزمنية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى غاية الفترة المعاصرة.
سيتكلف الباحثون المختصون في التاريخ وعلم الاثار، بدراسة العصر القديم الذي يشمل مراحل تاريخ الفنيقيين الممالك النوميدية بالمنطقة والنشاط التجاري الذي عرفته سواحل المنطقة خلال التواجد القرطاجي، حتى زمن الاحتلال الروماني البيزنطي، كما يسعى المخبر إلى دراسة منطقة حوض الشلف من الناحية العمرانية والتراثية وتفاعل الإنسان المحلي مع الطبيعة ومع غيره من البشر خلال فترات التاريخ الطويلة و منها:
الفترة الإسلامية وفترة السلالات البربرية التي حكمت المنطقة، ومدى مساهمة القبائل سواء المهاجرة أو الأصيلة بمنطقة حوض الشلف في صناعة التاريخ والتأثير في حركيته، حيث عرفت المنطقة ضمن بلاد المغرب الأوسط نشاط مهما خلال فترة ما يعرف بالعهد الإسلامي.
كما سيدرس المخبر نشاط الإنسان السياسي والعسكري وكذا نشاطه العمراني، والمعماري والثقافي والديني والتشريعي خلال الحكم العثماني للجزائر، حيث عرفت منطقة حوض الشلف حراكا سياسيا وتجاريا مهما، ظهرت خلاله بعض الحواضر مثل المدية ومليانة ومازونة ومجاجة إضافة إلى مدينة تنس العريقة والمهمة جدا من الناحية الاقتصادية.
ومع مرور الزمن وتغير الأحوال لم تفقد المنطقة أهميتها، بل عرفت نشاطا أكبر وبعدا أهم خلال فترة الاستيطان الأوروبي بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبدأت مظاهر التغيّر في الحياة السياسية والعمرانية بمنطقة الشلف أكثر وضوحا.
لقد عرفت منطقة حوض الشلف منذ الأيام الأولى للاحتلال الفرنسي اهتماما كبير من طرف السلطات العسكرية والإدارية الفرنسية ،حيث تم إقامة الثكنات العسكرية ومراكز الدعم اللوجستيكي بشق طرق المواصلات وتخطيط المدن ودمج المنطقة ضمن السياسة العامة الفرنسية الاستيطان الجزائر، كما تمّ تأسيس الإدارة التي كانت ضرورية من أجل تحقيق مساعي السلطات الاستعمارية في تسريع حركة الاستيطان.
كما شهدت المنطقة حركة نضالية سياسية ونقابية وإصلاحية مهمة مع بداية القرن العشرين. ذلك النضال الذي انتهى بالثورة التحريرية، حيث ساهمت منطقة حوض الشلف والونشريس في تسريع عملية التحرر والتخلص من النظام الاستيطاني الاستعماري الفرنسي.
وبحكم هذا الإرث التاريخي العريق فإن منطقة حوض الشلف تزخر بثروة علمية مخطوطة وأرشيفية وتراثية لا تزال خصبة وتنتظر الهيئات العلمية والباحثين المتخصصين للإشراف على عملية استخراجها وتحقيقها واستثمارها علميا، وهذا مجال من مجالات عمل المخبر