تتواصل إصدارات أعداد مجلة اللغة الوظيفية التي ينتجها مختبر نظرية اللغة الوظيفية في جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف / الجزائر ، وهي في كل خطوة تزيد انتظاما وتزداد نضجا ، تنطلق من نقد الذات قبل انتقاد الآخرين لها ، والمختبر إذ يضيف هذا العدد الرابع الذي نصدر به هذا الكلمة الشريفة إنما يأتي ليملأ فراغا في أحيزة نشاطات المختبر ظل يعتور سيرورته البحثية المنجزة في ملتقياته وندواته الدولية ، لذلك فإن هذا العدد الرابع يأتي مستكملا سياق استثمار مخزونه البحثي الذي ظل عالقا لا يجد له منفذا ، إذا تتكامل أعداد مجلة اللغة الوظيفية بدءا من العدد الأول الذي كان الخطوة الأولى المباركة في هذا المسار المحفوف بالمكاره الإجرائية ، وبالاتّساق مع استصدار أعداد مجلة اللغة الوظيفية متمثلة في العدد الثاني والثالث والرابع والخامس إلى أن نبلغ بهذه الأعداد المتواصلة المتّسقة العدد السادس يكون خاصا بأعمال الندوة الدولية : البنى الأسلوبيّة في مدوّنات شعر الثّورة الجزائريّة التي تاريخ انعقادها أفريل 2017 .
يحيلنا هذا التطور المتنامي على جملة من الأسئلة الوجودية بالنسبة لمختبر نظرية اللغة الوظيفية ، ومجلته العلمية الدولية المحكمة : اللغة الوظيفية ، هل في الإمكان الوصول بهذا المعلم العلمي المتميز المتفرد إلى درجة من التفوق العلمي الذي يستطيع أن ينافس المجلات البحثية العربية الدولية ؟، وماذا يلزم هيئاته العلمية والإدراية والتنظيمية والتحريرية من الجهود لكي تصل إلى ذلك المقام الشرفي ؟ وهل تستطيع مجلة اللغة الوظيفية أن تلقى الصدى الكافي من لدن الجهات الإدارية الوزارية والجامعية بما يخول الانخراط في المنافسة الشريفة التي يحتكم فيها إلى الجهد العلمي الحقيقي الذي لا تدخل فيه الاعتبارات الإدارية الأخرى التي طالما عطلت فرص الإبداع في الجامعة الجزائرية ؟
وآخرا وليس أخيرا …الحمد لله أن فتحت مجلة اللغة الوظيفية رحابة صفحاتها لطلاب الدكتوراه في الجامعة الجزائرية تشجعهم على تجريد القلم وإعمال الطاقات الفكرية لخدمة الإبداع في مجالات البحث العلمي في اللغة والأدب العربيين ، وفاسحة لهم هذا المجلة المجالات واسعة ليقفوا إلى جانب أساتذتهم في فهارس الموضوعات ، وكيف لا نغبط لهذا التجريب المغامر الهادف وقد بدأنا نسمع آيات التشكر من أفواههم وأقلامهم يعترفون فيها بأفضال احتضان مختبر نظرية اللغة الوظيفية لصوت طالب الدكتوراه الجزائري الباحث .